السابع عشر من ربيع الأول ذكرى المولد النبوي «حَدَثٌ غَيّر معالم الحياة.. وصَحّح مسار البشرية»

0

الكاتب: إشراف موسى الأسود

يستعيد المسلمون في ذكرى المولد النبوي الشريف، الأحداث الخالدة التي بدلت معالم الحياة وغيرت مجرى التاريخ بولادة النور والهدى، حيث كان مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ايذانا بميلاد جديد للإنسانية، تشعر فيه بالكرامة والعزة، وتنفض عن كاهلها غبار السنين ومخلفات الماضي ورواسب الجاهلية، والظلم والطغيان الذي خلفته الانحرافات والضلالات التي عانت منها طويلا قبل البعثة المحمدية.

 فقد كانت الحالة الاجتماعية والعقائدية الدينية في الجزيرة العربية وما حولها بائسة وقاتمة، وكان الظلم قد استشرى والطغيان قد استحكم، والعقول قد تحجرت وضلت وعبدت الأوثان من دون الله، وكان العالم ينتظر المصلح ويترقب المنقذ ويتلهف للهادي، الذي سيقود البشرية الى طريق الحق والهدى وسلم المجد والكمال، وولد رسول الهدى وجاء المصلح للعالم، وبعث رسول الله وجاء الى الناس في قيظ الحياة، ففك قيد العقول وحررها وأضاء مسارب النفوس، ونور الضمائر، وطهرها بتعاليمه السماوية وتوجيهاته العالية وعقيدته الصافية «قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم». «لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين»، «لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم».

لقد غرس محمد صلى الله عليه وسلم الخير في النفوس والفضائل في القلوب، وقلع جذور الشرك واجتث عروق الجاهلية ونادى ان «لا إله إلا الله». وأشرقت شمس النبوة وانتشر النور وأضاء العالم بهذا الدين الجديد والدعوة الجديدة. قال الله تعالى في بيان منـزلته العظيمة وصفاته الكريمة «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً * وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً» (الأحزاب 45 – 48).

وكان النبي صلى الله عليه وسلم أكرم الناس خُلقاً، قال تعالى «وإنَّك لعلى خُلُقٍ عظيم»، وقال تعالى «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك». ولرسول الله علينا من الحقوق الكثير، فمن حقوقه طاعته واتِّباعه واتِّباع ما جاء به من عند الله تعالى قال تعالى: «قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ». ومن حقوقه علينا الإيمان به وأنه رسول الله حقاً أرسله الله إلى الإنس والجن بشيراً ونذيراً، والإيمان بعصمته فيما بلَّغه عن ربِّه تعالى وأنه خاتم النبيين وأنه قد بلَّغ رسالته على أكمل الوجوه. ومن حقوقه وجوب تعزيره؛ أي نصرته وتوقيره والتأدب معه، وألا نرضى عليه السوء ونبغض كل من يتعرض له أو يسبه ولو كان أقرب قريب.

DEJA UNA RESPUESTA

Escribe tu comentario
Escribe tu nombre aqui

Este sitio usa Akismet para reducir el spam. Aprende cómo se procesan los datos de tus comentarios.